الأحد، 4 مايو 2014

النظريات المفسرة لصعوبات التعلم

النظريات المفسرة لصعوبات التعلم


هناك العديد من النظريات المفسرة لصعوبات التعلم والتي تناولت مفهوم صعوبات التعلم من عدة زوايا بحسب ما تتبناه كل فئة من العلماء والمفسرين فليس هناك اتفاق حول الاسباب الفعلية لصعوبات التعلم ، فالبعض يرجعها الى عوامل فسيولوجية " خلل او اصابة المخ" ، ويعتقد آخرون ان السبب يرجع الى اضطرابات نيرولوجية المنشأ في المجال الادراكي- الحركي، اما الفئة الثالثة من العلماء والمفسرين فيرجعون السبب الى الطرق المستخدمة و غير الملائمة في تجهيز ومعالجة المعلومات ، ويرجع آخرون السبب الى ان الواجبات والمهام التعليمية تفوق مستويات نضج التلاميذ ذوي صعوبات التعلم ولا تتفق مع اسلوبهم في التعلم . 
ومن هذه النظريات 
1- النظرية النيورولوجية:
2- نظرية الاضطراب الادراكي- الحركي:
3- نظرية تجهيز المعلومات:
4-النظريات المتعلقة بمهام التعلم:



النظرية النيورولوجية :

تتضمن هذه النظرية " الخلل الوظيفي البسيط او اصابة المخ" كتفسيرات لصعوبات التعلم، حيث يرى اصحاب هذه النظرية ان إصابة المخ، أو خلل المخ البسيط من الاسباب الرئيسية لصعوبات التعلم " اذ يمكن أن تؤدي الإصابة في نسيج المخ إلى ظهور سلسلة من جوانب التأخر في النمو في الطفولة المبكرة وصعوبات في التعلم المدرسي بعد ذلك في حين أن خلل المخ الوظيفي يمكن أن يؤدي الى تغير فى وظائف معبنة تؤثر- بالتالي- على مظاهر معينة من سلوك الطفل أثناء التعلم مثل عسر القراءة واختلال الوظائف اللغوية، وترجع اصابة المخ الى أسباب عديدة منها: نقص الاوكسجين الذي يحدث أثناء حالات الغيبوبة، الاختناق، نقص التغذية، او حالات سيولة الدم ويحدث ذلك قبل او اثناء او بعد الولاد. ويمكن تحديد اصابة المخ من خلال مؤشرات طبيعية تظهر في رسم موجات النشاط الكهربي للمخ.
وقد سادت هذه النظرية فترة من الوقت وانعكست على بعض تعريفات " صعوبات التعلم"، فقد استخدم " كلبمنتس" مصطلح " خلل المخ الوظيفي البسيط" لأشارة الى الأطفال الذين يظهرون علامات نيورولوجية بسيطة مصاحبة لصعوبات التعلم
على حين استخدم " جونسون" و"مايكلبست" مصطلح العجز عن التعلمالسيكونيورولوجي، ليشمل مشكلات التعلم التى تنتج عن وجود خلل في وظائف الجهاز العصبي المركزي. ( محمد على محمد كامل، 2005، ص 140-141).




2- نظرية الاضطراب – الحركي:

تفترض هذه النظرية ان جميع انماط التعلم تعتمد على اساس حسي – حركي ، ثم تتطور هذه الاسس من المستوى الادراكي – الحركي الى مستوى التنظيم الادراكي المعرفي ولذا يرى اصحاب هذه النظرية ان معظم الاطفال اصحاب " صعوبات التعلم" يعانون من اضطراب نيورولوجي المنشأ في المجال الادراكي- الحركي، وان هذا الاظطراب هو السبب في عدم قدرة الطفل على التعلم، وحتى يتمكن الطفل من التعلم بشكل طبيعي يستلزم ذلك البدء في علاج جذور المشكلة وهى الاضطراب في المجال الادراكي- الحركي.

وقد تاثر بهذه النظرية كل من " بارش" و"جتمان" و " كيفارت" في نظريته ان الاطفال العاديين يتم نموهم الادراكي- الحركي بشكل ثابت وسليم بحلول الوقت الذي يبدأ فية نشاط التعلم المدرسي، اي في حلول سن السادسة في حين يضظرب هذا النمو عند بعضهم، ويتكون لديهم ادراك غير مطابق للواقع, مثل هؤلاء الاطفال يواجهون صعوبة في التعامل مع الاشياء الرمزية لافتقادهم الى ادراك واقعي وثابت للعالم الذي يحيط بهم.

ويعتبر ذلك سببا في الصعوبات الدراسية فانه يجب البدء في تحسين المهارات الادراكية- الحركية وذلك كشرك مسبق وخطوة اولية لعلاج العجز عن التعلم.
وفي ضوء ذلك نجد ان الانشطة المقترحة في البرامج العلاجية المبنية على نظرية الاظطراب- الحركي تتضمن التدريب على الانشطة الحسية – الحركية- البصرية، والرسم، التدريب على التوازن، وانشطة لتقوية الاحساس بالاتجاهات، وكذلك الانشطة المرتبطة بتكوين الاشكال وغيرها. 



3- نظرية تجهيز المعلومات:

تفترض هذ النظرية ان هناك مجموعة من مكيانيزمات التجهيزاو المعالجة داخل الكائن العضوي كل منها يقوم بوظيفة اولية معينة وان هذه العمليات تفترض تنظيما وتتابعا على نحو معين. وتسعى هذه النظرية الى فهم سلوك الانسان حيث يستخدم امكاناته العقلية والمعرفية افضل استخدام فعندما تقدم للفرد المعلومات يجب عليه انتقاء عمليات معينة وترك اخرى في الحال من اجل انجاز المهمة المستهدفة.
وتنظر نظرية تجهيز المعلومات الى المخ الانساني باعتبارة يشبه جهاز الحاسب الالي فكلاهما يستقبل المعلومات ويجري عليها بعض العمليات ثم يعطي وينتج بعض الاستجابات المناسبة، لذا تركز هذه النظرية على كيفية استقبال المخ للمعلومات ومن ثم تحليلها وتنظيمها، وفي ضوء ذلك ترجع " صعوبات التعلم" وفقا لهذه النظرية الى حدوث خلل او اضطراب فى احدى العمليات التى قد تظهر في التنظيم او الاسترجاع او تصنيف المعلومات.
وتشير الدراسات في هذا المجال الى ان " صعوبات التعلم" ترجع الى وجود درجة ما من اصابات المخ والتي تعتبر شرطا معوقا يؤدي الى ظهور مشكلات في تجهيز المعلومات سواء كانت متتابعة او متزامنة ويتم تشغيل المعلومات سواء بصورة متتالية او متتابعة عن طريق التعامل مع المثيرات بنظام معين محدد مسبقا بهدف الوصول الى حل مشكلة ما، اما تجهيز المعلومات المتزامن والمتواقت فانه يتم في حالة وجود المعلومات او المثيرات كوحدة متكاملة ( مسالة رياضية مثلا) او ايجاد علاقات متداخلة كالتعرف على الوجوه او مصفوفه المتشابهات ..... الخ، واخيرا فهناك تشغيل المعلومات المركب او المتكامل وهو يقوم على الوحدة بين المدخلين السابقين. 




4- النظريات المتصلة بمهام التعلم:

تركز هذه النظرية على حقيقة ان العمل المدرسي غالبا ملائما للانماط المميزة للاطفال في القدرة في اساليب التعلم وانه يمكن ان تسهم هذه المهام في صعوبات التعلم اذا كان ما يدرسه المعلم والكيفية التي يدرسه بها ( الاسلوب المعرفي للتلميذ) وتتضمن هذه النظريات اتجاهين لتفسير صعوبات التعلم هما:

أ‌-تاخر في النضج ( بطء في النمو):
ب - الاساليب المعرفية

أ‌-تأخر في النمو ( بطء في النمو)

ويذهب اصحاب هذا الاتجاه في تفسير " صعوبات التعلم" الى انها تعكس بطئا في نضج العمليات البصرية والحركية واللغوية وعمليات الانتباه التي تميز النمو المعرفي وانه نظرا لان كل طفل يعاني من " صعوبات التعلم" لديه مظاهر مختلفة من جوانب بطء النضج فان كلا منهم يختلف في معدل واسلوب اجتياز مختلف مراحل النمو. ونظرا لان المنهج المدرسي يفوق مستويات استعداد الاطفال الذين يعانون من عدم كفاءة المخ بدرجة ما فان هؤلاء الاطفال يفشلون في المدرسة.

ويركز المشتغلون بنواحي في النضج على ان المهام التحصيلية ينبغي ان تتلائم مع ما لدى الطفل ممن استعداد للتمكن فيها, وليس مع عمره وما يتوقع منه وفقا لمطالب الصف الدراسي الذي ينتمي اليه, وحين يتعلم الاطفال ما هم مستعدون لتعلمه تقل الحاجة الى اساليب تدريس خاصة.



ب - الاساليب المعرفية
ويفترض اصحاب هذا الاتجاه في تفسير " صعوبات التعلم " ان كثيرا من التلاميذ اصحاب صعوبات التعلم ذوي قدرات سليمة ومع ذلك فان اساليبهم المعرفية غير ملائمة لمتطلبات حجرة الدراسة وهي تتداخل مع – وتؤثر في النتائج التي يتوصلون اليها من التعلم ويرون ان الطفل صاحب صعوبة التعلم يختلف عن – وليس اقل قدره من- اقرانه في اساليبهم في استقبال المعلومات .

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية